في البداية و قبل الدخول في سجال الخوض في الموضوع من جوانبه العديدة
اسمحولي لي ان ابسط معنى عنوان الموضوع
العنوان و كما ترونه في اعلى الصفحة هو:
( غزال ، مدفع بحاجة الى تلقيم من محارب متمرس )
لعل هنالك بعض الاعضاء لا يعلموا ما معنى كلمة "تلقيم" في اللغة العربية
فهي كلمة كانت تستخدم منذ زمن الحروب
و تقريبا انقرضت بسبب تطور المصطلحات العربية و ايضا تطور المعدات الحربية
التلقيم هو "اعادة شحن البندقية او المدفع بالبارود"
طبعا هذا هو المفهوم القديم لكلمة تلقيم و صلتها بالمدافع و البنادق
نأتي الى اخر شطر من الجملة الا و هو "محارب متمرس"
هنا الحديث يقع مباشرة على شيخنا القدير (رابح سعدان)
فكما اللاعبين يكنون"بتشديد حرف الواو" بمحاربي الصحراء
فالسيد سعدان بنظري هو "المحارب الاول" للكتيبة الخضراء و المسؤول عن التأهل و بناء لبنة هذا المنتخب
و سأتكلم عن نقطة "المحارب المتمرس" في الموضوع لاحقا
******
غزال , مدفع بحاجة الى تلقيم:
ما دمنا قد اكملنا جزيئة شرح معنى العنوان السالف الذكر
ندخل الى الحديث عن هذا المدفع الذي اتكلم عنه و الذي لوهلة اظني وقعت في "مدحه"
لن اقول انه مهاجم عملاق و كبير في الوقت الحاضر
و لكن ببساطة "بركان خامد"
فاذا تكلمنا عن بنيته الجسدية
ففي نظري الشخصي اظن انه المهاجم الاقوى "بدنيا" من الذين مروا على منتخبنا الوطني
و لو نتكلم عن قوته الاندفاعية نحو المرمى فالكلام أخذه من تصريح مدافع منتخب ساحل العاج و لاعب نادي مانشستر سيتي الانجليزي ( حبيب كولو توري )
عندما سأل عن اقوى عنصر جزائري في المباراة
فكانت الاجابة مدهشة لصحافتنا "المتأوربة" (تتبع اسلوب الماركا و اللاgازيتا ديلو سبورت) في طريقتها البوليسية عند طرح الاسئلة
فكان الجواب "غزال"!!!
لماذا؟! (صحافة الاحتراف و الاولى كرويا في الجزائر متفاجئة)
قال المدافع العاجي : (لقد كان غزال يقوم بالعمل كله فهو يهاجم و يدافع,اهلك دفاعنا و جعلنا نهتم به و شتت انتباه الدفاع)
و ذهب المدافع الافواري الى حد قوله ان المهاجم الجزائري يستحق ان يكون في احد النوادي الاوربية الكبرى لما يملكه من قدرات هجومية كبيرة
*******
لماذا لا يسجل غزال؟
طبعا لكم و لنا الحق في طرح هذا السؤال
مهاجم كبير و لكن لا يسجل؟!
لاعب ذو قذفات قوية سواء بالقدم او بالرأس
اندفاع بدني عالي و قوي
نعم انه مهاجم كبير و لكن لا يسجل بمثل الخطط التي يلعبها منتخبنا
فأذا تحدثنا عنها من زاوية "تكتيكية" سنعرف انها تلك الزاوية التي تخمد هذا "البركان النائم"
فخطة لعب المنتخب ليس موجود في قاموسها "لاعب صانع اهداف بكل معنى الكلمة"
فمنتخبنا لديه اجنحة على مستوى و لكن ليس لدينا لاعب "رقم 10" حقيقي
اي ان يكون عند "قوس منطقة ال18" و يمد المهاجمين بالكرات "البينية"
و لعلي اربط بين مهام غزال و لاعب وسط هجومي من طراز عالي لأريكم ان هذا هو مكمن ضعف غزال هجوميا
فلاعب مثل غزال لاعب يجيد التوغل
و الاندفاع و القذف القوي من داخل و من خارج "المنطقة الحمراء"
و لكن المنتخب و جناحيه يعتمدان الكرات العالية و الكرات الطولية
و ليس اللعب و فتح ثغرات دفاع المنافس "انظر اهداف مدرسة امريكا الجنوبية"
في رأيي المتواضع ان تواجد غزال في منتخب مثل "شيلي"
سترون مهاجم هداف من طينة الكبار
فطريقة منتخب مثل الشيلي او الاوغواي تعتمد على فتح الثغرات و تنويع اللعب ما بين الاختراق من نصف ملعب دفاع المنافس و بين الكرات البينية الطويلة او القصيرة مع اضافة بعض الرفعات العرضية
كل هذا يتم بالاعتماد على صانع العاب حقيقي
و هو الذي اقصد به ب"التلقيم"
******
محارب متمرس:
في بداية الموضوع و بالضبط في اخر المقدمة
تكلمت عن محاربنا "الشيخ رابح سعدان"
طبعا لا احد ينكر ذكاء و دهاء الشيخ و عقلانيته و اخذه الامور كما هي و "اكثر احيانا"
و بالرغم من احترامي الشديد لاحد رموز الجزائر "الشيخ"
فلم يكن بذلك "التمرس" في نقطة الاستفادة من لاعبين كثر من مناصب متعددة كنظرة عامة
و لو ان الحديث هنا يتركز عن غزال
مدرب ليس من طينة استخراج قوة اللاعبين كمثل مدربين كثر
و اجد هنا مثال بسيطا الا و هو "ارسين فينغر"
الشيخ قبل ان يريح مهاجم او يزج باخر في التشكيلة يجب ان يأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل
منها الناحية التكتيكية للمهاجم المعول عليه
فمثلا جبور لا يمكنه مجارة ريتم الكرات العرضية لانه لاعب لا يسجل كثيرا برأسه
و لاعب مثل غزال و صايفي لا يمكنه اللعب على الكرات الطولية السريعة
لأن سبب الأول ثقله بالدرجة الاولى
و الثاني لسبب سنه المتقدم
اذا نستطيع الاستنتاج ان خطة المدرب هي الحائل و المانع الرئيسي
لهجوم منتخبنا بصفة عامة و مهاجم مثل غزال بصفة خاصة
لتسجيل الاهداف و كسر عذرية شباك الخصم
******
يجب الوقوف معه, فلا فابيانو ولا روني افضل منه:
لعل الجملة التي استخدمتها للتو غريبة نوعا ما او مثيرة للضحك
و لكن هذه هي الحقيقة
مهاجم منتخبنا الوطني ليس "بمجرم هجوم" لوحده
فيشاركه مهاجمان عالميان من اعلى طراز
فابيانو و الذي كسر صيامه اليوم بتسجيله هدفين ضد كوتديفوار
لم يسجل منذ 12/8/2009 الى غاية 20/6/2010
و المثال "العالمي" الاخر هو روني
مهاجم فذ مع ناديه مانشستر يونايتد
و لكنه يعاني مع منتخبه
فتخيلوا اعزائي ان روني و هو الذي يعتبر من افضل هدافي الدوري الانجليزي لم يسجل منذ 28/3/2009 امام كرواتيا
اللهم سجل هدفا ضد فريق جنوب افريقي محلي قبيل المونديال بايام معدودة
و الذي يريد احتسابه بالنظر لاسم "روني" فليحتسبه
اذا اعزائي لا يجب لوم غزال او اليأس منه
فنحن كجمهور جزائري يجب علينا مساندته و انتظار من يستخرج "المنجم التهديفي"
******
خاتمة:
في الختام اشكركم على زيارتكم للموضوع
و اتمنى مشاركتكم بردود في القمة تمتعنا و تثري معلوماتنا
و الخلاف لا يفسد للود قضية