يتساءل البعض عن أسباب عدم شعور المرء بتأثير رائحة فمه الكريهة على الآخرين، فآكلوا الثوم (مثلاً) لا يلتفتون غالبا إلى رائحة فمهم التي تؤثر فيمن حولهم.
يطلق أطباء الأنف والأذن والحنجرة على هذه الظاهرة "التأقلم" لأن الفم والأنف مرتبطان ببعضهما ومن ثم تنفد هذه الرائحة بشكل رتيب فيعتادها الشخص ولا يلتفت إلى أثرها فيما بعد.
تتضح هذه الظاهرة أكثر إذا ضربنا مثلا لشخص قادم من الهواء الطلق إلى حجرة مكتظة، سيجد هذا الشخص أن رائحة المكان كريهة في حين أن الجالسين في الحجرة لوقت طويل لا يلحظون ذلك (لأنهم اعتادوها).
من ذلك نفهم لماذا يشم المحيطون رائحة فم شخص في حين أن الشخص نفسه لا يشمها.
ويقول دكتور ميشائيل ديج من اتحاد أطباء الأنف والأذن إن أسباب انبعاث الروائح الكريهة من الفم عديدة بينها الأسنان التالفة أو إصابة تجويف الفم بمرض، بالإضافة إلى تناول بعض المأكولات مثل الثوم والبيتزا. كذلك فإن الخمور والتدخين يزيدان من كراهة رائحة الفم.
وتنشأ الرائحة من الناحية الكيماوية عن طريق البكتريا وبقايا الطعام وبعض المواد العضوية الأخرى التي تؤدي إلى نشوء نوع من الروابط الكبريتية التي تخرج مع الزفير.
ولا يفلح غسيل الأسنان بالفرشاة أو مضغ اللبان أو أقراص النعناع في التغلب على الرائحة الكريهة إلا لمدة قصيرة.
ومن الممكن أن تؤدي رائحة الفم الكريهة بشكل مزمن إلى متاعب نفسية للشخص وللآخرين خاصة أنهم يحجمون في الأغلب عن إبلاغه بهذه المشكلة إشفاقاً عليه.